اقترب حلول فصل الصيف في منطقة الخليج، ومع ارتفاع درجات الحرارة أصبح السفر إلى أوروبا فكرةً سديدة للتمتّع بطقسها المعتدل، ومناظرها الطبيعية الأخاذة، وما تقدّمه من خيارات متنوعة ترضي أذواق كافة أفراد الأسرة بالإضافة إلى فرص التسوّق الرائعة فيها. وهذا بالضبط ما تقدّمه جنيف لزوّارها. في العام 2018، سجّلت هذه المدينة السويسرية الرائعة 252885 إقامة فندقية من قبل المسافرين الخليجيين، ما يدلّ على تزايد شعبية هذه الوجهة المدهشة. ومن المتوقع أن ترتفع هذه الأعداد في العام 2019 بفضل برنامج مليء بالأحداث والفعاليات الجديدة في شتى أنحاء جنيف.
هذا وصُنّفت جنيف عدّة مرات من بين أفضل 10 مدن للعيش في العالم. ويُعزى ذلك بشكل رئيسي إلى بيئتها الطبيعية، وخدماتها العامة، ومستوى السلامة فيها، ومحيطها الاجتماعي الثقافي ومعالمها السياحية المذهلة. كما تتمتّع جنيف بجاذبية عالمية تجعل منها وجهة مميّزة تقدّم ما يروق لكافة الزوار من حول العالم. على سبيل المثال، توفّر جنيف مأكولات حلال، ومطاعم عربية وموظفين يتحدثون اللغة العربية حرصاً منها على خدمة المسافرين من هذه المنطقة بأفضل طريقة ممكنة. تُعدّ جنيف وجهة متكاملة تحتلّ موقعاً استراتيجياً في قلب أوروبا، ما يجعل منها نقطة انطلاق مثالية لخوض مغامرات في مواقع شهيرة عالمياً. كذلك تُعتبر الخيار الأمثل لمن ينشدون تمضية عطلة في المدينة ولمحبّي المغامرات الجبلية على حدّ سواء. فما عليك سوى قيادة السيارة إلى أحد الجبال القريبة من المدينة وستنعم بمناظر خلابة على مدّ العين والنظر.
من جهة أخرى، تعجّ المدينة القديمة في جنيف بالثقافة والتاريخ وآلاف القصص التي تحلو روايتها للزوّار. تُعدّ “فياي فيل” المدينة التاريخية الأكبر في سويسرا، حيث تشمخ كاتدرائية القديس بطرس التي تُعتَبر الموقع الرمزي لعهد الإصلاح. تسلّق 157 درجة للوصول إلى قمة البرج والتمتّع بمنظر بانورامي رائع للمدينة. ثم تنزّه في الأزقة والممرات الساحرة التي يخبّئ كل منها قصصاً رائعة عن تاريخ جنيف.
بالإضافة إلى ذلك، تقدّم بحيرة جنيف وفرةً من الأنشطة الصيفية الممتعة. قُم بنزهة في الطبيعة خلال فترة بعد الظهر أو عند غروب الشمس واستمتع بلحظات من وحي الخيال على ضفاف البحيرة مع أحبّائك. أحجز رحلة بحرية لمدّة ساعة واحدة واكتشف شواطئ المدينة الخلابة وسط أجواء تعمّها السكينة والهدوء. ستنعم برحلة لا تُنتسى مع إطلالات منقطعة النظير على جبل مون بلان، ونافورة جنيف، وأبرز المعالم والفلل الشهيرة فضلاً عن المنتزهات والحدائق الغنّاء. حتى أنّه يمكنك أن تستمتع باستكشاف البحيرة عبر ركوب قارب الدواسات، وهو نشاط ممتع لكافة أفراد العائلة. احزر ماذا ينتظرك أيضاً! إذا كنت تحلّ ضيفاً على جنيف في 10 أغسطس، فسيتسنّى لك مشاهدة عرض الألعاب النارية الخاطفة للأنفاس والذي يُقام كل سنة لمدة 45 دقيقة. يُقام هذا العرض المجاني في قلب المرفأ ويمكن مشاهدته من كل الزوايا حيث تنعكس ألوان الألعاب النارية على مياه البحيرة والنافورة.
بيد أنّ صيف جنيف يزخر بأروع العروض حتى 15 سبتمبر، حيث تستضيف المدينة أهم الحفلات الموسيقية، وعروض الأفلام، والمسرحيات وعروض ألعاب الخفة خلال مهرجان ليستيفال 2019. من جهة أخرى، ستمتلئ المدينة بالمطاعم المؤقتة على ضفاف البحيرة، حيث تقدّم تشكيلةً من الأطايب المحلية والعالمية فضلاً عن أطباق تقليدية لذيذة وسط أجواء ترفيهية تغمر الحواس مع أبرز الموسيقيين والفنانين.
تزخر جنيف ببرامج الترفيه التعليمي للصغار، حيث يمكنك زيارة المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (“سيرن”) ومقرّ مصادم هادرون الكبير، أو الأمم المتحدة في قصر الأمم حيث تُنفَّذ مبادرات الدعم الإنسانية والعالمية. كذلك تستضيف المدينة عدة ورش عمل مخصصة للصغار كصنع الشوكولاتة، في حين يفتح صنّاع الساعات أبوابهم متيحين للزوار اكتشاف أسرار صنع بعض من أجود الساعات في العالم.
لا يكتمل الحديث عن جنيف من دون تسليط الضوء على تجارب التسوق الرائعة فيها. تُعتبر المدينة عاصمة صناعة الساعات إذ تحتضن علامات دولية مرموقة على غرار روليكس، وأوديمار بيغيه، وآي دبليو سي وبوفيه فلورييه. لا تفوتك أيضاً زيارة متحف باتيك فيليب الرائع. أما إذا كنت من محبّي الموضة، فبإمكانك زيارة شارع “رو دو رون” الذي يعجّ بمتاجر العلامات الفاخرة مثل لويس فويتون، وفيندي، وبياجيه، وكارتييه، وفيرساتشي وغيرها الكثير.
لا يقتصر التسوق في جنيف على شراء منتجات العلامات الشهيرة فحسب، بل يتعلق بخوض تجربة متكاملة تتيح للزوّار إلقاء نظرة شاملة على مشترياتهم. استمتع بتجربة تسوّق لا تُضاهى في شوارع أقل ازدحاماً، برفقة موظفين يتحدّثون اللغة العربية وتأمّل المناظر الجبلية المهيبة من وسط المدينة.
علاوة على ذلك، لا تشمل الخدمات المصممة بناء على المتطلبات الشخصية في جنيف النشاطات الترفيهية فحسب، لا بل أيضاً عروضاً طبية عالمية الطراز. يمكن للمسافرين الاستفادة من وقتهم في جنيف لإجراء فحوصات طبية في وجهة مصنّفة من الأهم في العالم بفضل أنظمة الرعاية الصحية المتقدّمة لديها. تضمّ عدة عيادات ومستشفيات في المدينة مركزاً خاصاً بالمرضى العالميين لتسهيل عملية التواصل. يتوفّر في خدمتك أطباءٌ وممرّضون يتحدثون اللغة العربية بالإضافة إلى مترجمين يضمنون تلقيك أفضل رعاية على الإطلاق.
كما أنّ التنقل في أنحاء المدينة آمن ومريح مع شبكة النقل العام في جنيف التي تُدعى “يونيريسو” UNIRESO وتشكّل نظاماً مترابطاً من الترامات، والحافلات، وقوارب النقل الصفراء والقطارات التي يمكن استخدامها كلها من خلال التذاكر نفسها بما يناسب متطلّباتك.