استضاف المكتب الوطني النمساوي السياحي ورشة عمل حصرية لتحضير القهوة في دبي هيلز مول، بمشاركة صانع القهوة النمساوي الشهير فرانز جرونفالد، حيث كان هذا الحدث جزءاً من مبادرة المكتب، لتعريف سكان الإمارات العربية المتحدة وزوّارها على ثقافة المقاهي الغنية في النمسا، والتي تشكّل تقليداً متأصلاً بعمق في النسيج الاجتماعي في البلاد.
وقدمت ورشة العمل، التي أدارها فرانز جرونفالد، تجربة غامرة في فن تحضير مختلف أنواع القهوة الفيينية، حيث أُتيحت للمشاركين فرصة فريدة للانغماس في تقاليد صناعة القهوة النمساوية، وتذوق قائمة تضم أصنافاً شهيرة مثل الميلانج، أوبرماير، إينزبانر حيث تُعتبر كل واحدة من العلامات رائدة في مجال إعداد القهوة.
وقد ساهم هذا الحدث بإعادة إحياء النمط المميز لثقافة المقاهي النمساوية، التي تتميز بأجوائها الممتعة، طاولاتها ذات الأسطح الرخامية، الكراسي الخشبية والديكورات الداخلية المستوحاة من تاريخ النمسا، في مساحة بدا وكأن الزمن قد توقف فيها.
يُذكر أن تاريخ ثقافة المقاهي في النمسا يعود إلى أواخر القرن السابع عشر، وهي تشتهر بدورها كمركز اجتماعي، حيث يلتقي الناس فيها للاستمتاع بارتشاف القهوة وقراءة الصحف والمشاركة في مناقشات حيوية. وعليه، يمكن اختبار ثقافة القهوة، وهي السمة المميزة لأسلوب الحياة النمساوي، في جميع أنحاء البلاد.
ومن خلال ورشة العمل هذه، أُتيحت للحاضرين أيضاً فرصة التعرّف على عاصمة الثقافة الأوروبية، باد إيشل في منطقة سالزكامرغوت، كما تمكنوا من إلقاء نظرة استثنائية عن هذا الجانب الفريد من الثقافة النمساوية، إذ تشتهر مدينة باد إيشل بمناظرها الطبيعية الخلابة وأهميتها التاريخية، وهي تجسّد المزيج المميز لتراث النمسا الثقافي وجمالها الطبيعي.
وقال مايكل تواشمان، مدير المكتب الوطني النمساوي السياحي في الشرق الأوسط: “إن ثقافة المقاهي في النمسا هي شهادة على تقاليد الضيافة الغنية في البلاد. فهي لا تقتصر على مجرد الاستمتاع بفنجان من القهوة الفاخرة، بل تتعلق أيضاً بخلق مساحة دافئة ومرحبة حيث يمكن لكل زائر أن يصبح جزءاً من مجتمعنا. وهذا الجانب من ثقافتنا هو تماماً ما يعكس القيم والضيافة التي يقدّرها المسافرون من دول مجلس التعاون الخليجي”.
وأضاف مايكل: “كانت ورشة العمل فرصة رائعة لنقل نبذة من الأجواء الساحرة التي تمتاز بها النمسا إلى دبي، مما سمح للضيوف بتجربة جوهر ثقافة القهوة لدينا، وجاذبية الضيافة النمساوية، والنكهات الرائعة لتقاليد المقاهي لدينا”.
وفيما يتعلق بفرانز جرونفالد، وهو صانع القهوة الرئيسي في هذا الحدث، فهو يُعتبر ثروة من الخبرة حيث يتمتع بشغف عميق بصناعة القهوة. وُلد جرونفالد في فيينا وأدار مطعماً ومقهى خاصاً به، وقد تميزت رحلته في عالم القهوة بالعديد من الجوائز، بما في ذلك بطولة باريستا النمساوية وشهادة أس سي آي إي ماستر باريستا. وقد ساهمت ورشة العمل بتسليط الضوء على التزامه بتعزيز ثقافة المقاهي في فيينا وضمان أعلى مستويات الجودة في كل فنجان قهوة يقدمه.
وقد صرّح جرونفالد قائلاً: ” كانت ورشة العمل أكثر من مجرد استعراض لكيفية إعداد القهوة، لقد كانت مدخلاً لفهم روح الثقافة النمساوية. فمقاهينا ليست مجرد أماكن لشرب القهوة – إنها أماكن يزدهر فيها الفن والتبادل الفكري والصداقة، ويسعدني أن أتمكن من نقل جزء من هذا التقليد العزيز على قلوبنا إلى دبي، وأن أشاركه مع أولئك الذين يتوقون إلى تجربة دفء وعمق الضيافة النمساوية”.
وأخيراً، يمكن القول إن هذا الحدث احتفل بثقافة القهوة في النمسا ووجّه دعوة لاستكشاف النسيج الغني للتقاليد النمساوية. من جانبه، يظل مكتب السياحة الوطني النمساوي حريصاً على تقديم التجربة النمساوية الأصيلة إلى العالم، مع تسليط الضوء على التزام البلاد بالحفاظ على تراثها الثقافي وتشريع أبوابها لاستقبال الزوّار بكل ترحاب.